نعرف الأنهار بأنها تسير دائماً في اتجاه واحد نحو البحر، لكن هناك أنهاراً نادرة تعود إلى منابعها، أو تغير مسارها لتصب في مكان مختلف تماماً. هذه الظاهرة الغريبة تحدث بسبب تغييرات جيولوجية أو فيضانات كبرى، فتبدو كأن الطبيعة تعيد كتابة خريطتها.
في بعض المناطق الجبلية، يمكن أن يؤدي انهيار أرضي إلى سد مجرى النهر، فيُجبر على العودة عكس التيار، ليصب من جديد في بحيرة أو منبع قديم. وفي أماكن أخرى، تغير الزلازل مجاري الأنهار، فتجعلها تنعطف إلى اتجاه مختلف بعد أن ظلت لآلاف السنين تسلك طريقاً واحداً.
هذه الأنهار تحمل معنى عميقاً. فهي تقول إن العودة ليست دائماً هزيمة، بل قد تكون تصحيحاً للمسار. مثلها مثل الإنسان الذي يعود إلى جذوره أو يعيد النظر في خياراته ليبدأ من جديد.
كما أنها تذكّرنا أن الطبيعة ليست ثابتة كما نظن، بل ديناميكية تتحرك باستمرار، وتعيد تشكيل نفسها بطرق لا نتوقعها.
الأنهار التي تعود إلى منابعها تعلمنا أن المسار ليس قدراً محتوماً، وأن العودة أحياناً قد تكون الطريق الوحيد لاكتشاف بداية جديدة.