فهرس المحتوى

في الليالي الصافية، تتحول بعض البحيرات الهادئة إلى مرايا ضخمة تعكس القمر بكل تفاصيله. يبدو المشهد وكأن هناك قمراً ثانياً يطفو فوق سطح الماء، يضاعف جمال الليل ويمنحه بعداً سحرياً.

هذه البحيرات لا تحتاج إلى أضواء ولا زينة. يكفي أن يكتمل القمر وتصفو السماء، حتى يصبح سطحها لوحة طبيعية مذهلة. النسيم الخفيف يحرك المياه برفق، فيتشكل انعكاس القمر على هيئة أمواج فضية تتمايل مع إيقاع الليل.

في الثقافات القديمة، ارتبطت هذه الظاهرة بالأساطير. بعض الشعوب اعتقدت أن البحيرات هي بوابات إلى عالم آخر، وأن القمر حين ينعكس فيها يرسل رسائل خفية. وآخرون رأوا في هذا المشهد رمزاً للصفاء والتجدد، حيث الماء يعانق ضوء السماء.

علمياً، هذا الانعكاس ما هو إلا نتيجة لانكسار الضوء على سطح الماء الساكن. لكن معناه يتجاوز العلم، فهو تجربة وجدانية عميقة تجعل الإنسان يشعر بالقرب من الكون وكأنه جزء من سحره.

رمزياً، البحيرات التي تعكس القمر تذكّرنا أن الجمال أحياناً ليس في الشيء نفسه، بل في قدرته على أن يعكس ما حوله. كما تعلّمنا أن الصفاء الداخلي يجعلنا نضيء حتى لو كنا لا نملك ضوءاً من أنفسنا.