ليست كل البحيرات قديمة أو ثابتة عبر الزمن، فبعضها يولد فجأة بعد عاصفة قوية أو فيضان جارف. هذه البحيرات المؤقتة تظهر في منخفضات الأرض عندما تتجمع مياه الأمطار والسيول، لتتحول بين ليلة وضحاها إلى مسطحات مائية تعكس السماء.
في الصحارى القاحلة، يمكن أن تتشكل بحيرات مؤقتة بعد أمطار نادرة. تتجمع الطيور حولها سريعاً، وتزهر النباتات في محيطها، وكأن الصحراء استيقظت من نوم عميق. لكن هذه البحيرات لا تدوم طويلاً، فما أن تجف المياه حتى تعود الأرض إلى عطشها القديم.
وفي المناطق الجبلية، قد تتكون بحيرات جديدة نتيجة لانهيارات أرضية أو ثوران بركاني يسد مجرى نهر. فتظهر بحيرة جديدة تحمل معها نظاماً بيئياً خاصاً يبدأ بالتشكل تدريجياً.
رمزياً، البحيرات التي تولد من العواصف تشبه الفرص المفاجئة في حياتنا. قد تأتي بعد أحداث صعبة أو اضطرابات، لكنها تحمل في طياتها جمالاً وحياة جديدة. هي تذكّرنا أن من قلب الفوضى قد يولد الهدوء، ومن رحم العاصفة قد تنشأ بداية مختلفة.
إنها بحيرات تعلمنا أن التغير ليس نهاية، بل قد يكون بداية مشهد لم يكن في الحسبان، يضيف إلى العالم لوناً جديداً ومعنى آخر.