ليست كل الجبال ثابتة في ألوانها كما نتصور. بعضها يتبدل لونه تبعاً للوقت أو الفصول أو حتى التركيب المعدني في صخورها، لتبدو وكأنها لوحات طبيعية حيّة تتغير باستمرار.
في الصباح الباكر، تعكس الجبال أشعة الشمس الأولى بوهج ذهبي ناعم، بينما تتحول عند الغروب إلى ألوان حمراء وبرتقالية عميقة. وفي الشتاء، يغطيها البياض الناصع فيجعلها كأنها عوالم مختلفة تماماً عن الصيف حين تتزين بالخضرة أو الصخور الداكنة.
هناك أيضاً جبال شهيرة تعرف باسم الجبال الملوّنة، مثل جبال “رينبو” في الصين أو البيرو، حيث تترتب المعادن في طبقات متناسقة من الأحمر والأصفر والأخضر والأزرق، فتبدو كأن الطبيعة رسمت قوس قزح على صخور صلبة.
علمياً، تغيّر اللون يرتبط بتركيبة المعادن وظروف الطقس، لكن جماله يتجاوز التفسير. فالناظر إليها يشعر أن الجبال ليست مجرد صخور ساكنة، بل كائنات تتنفس الضوء وتتحاور مع السماء.
رمزياً، الجبال التي تغيّر لونها تذكّرنا أن الثبات لا يعني الجمود، وأن التغير يمكن أن يكون شكلاً من أشكال الجمال. فهي تقول لنا إن الهوية قد تتبدل مع الزمن، لكنها تبقى راسخة في جوهرها.
إنها جبال تعلمنا أن التنوع جزء من البقاء، وأن التغير ليس ضعفاً، بل دليلاً على قدرة الأشياء على مواصلة الحياة بروح جديدة كل يوم.