رغم أن الليل يغطي الأرض بالظلام، هناك جبال تبقى متوهجة حتى بعد غروب الشمس. بعض هذه اللمعان طبيعي سببه المعادن الكريستالية التي تعكس ضوء القمر والنجوم، وبعضه نتيجة لظواهر بيولوجية نادرة تجعل الصخور نفسها تبدو وكأنها مضاءة من الداخل.
في بعض المناطق، تحتوي الجبال على معادن كالكوارتز والميكا، التي تتلألأ تحت ضوء القمر وكأنها حبات نجمية مبعثرة على سطح الأرض. وفي أماكن أخرى، ينمو على الصخور نوع من الطحالب والفطريات المضيئة حيوياً، فتبث وهجاً خافتاً يثير الدهشة.
المشهد ليلاً يبدو أسطورياً: جبل شامخ يلمع في العتمة كمنارة طبيعية، يراه المسافر من بعيد فيشعر أنه دخل عالماً خيالياً.
في الثقافات الشعبية، ارتبطت هذه الجبال بالأساطير، فاعتبرها الناس أماكن مقدسة أو كنوزاً مخفية. وحتى اليوم، تبقى رمزاً للغموض والجمال النادر.
رمزياً، الجبال التي تلمع في الليل تعلمنا أن الظلام ليس نهاية النور، بل يمكن أن يخفي في داخله بريقاً خاصاً. وهي تذكّرنا أن الجمال قد لا يظهر في وضح النهار دائماً، بل يتجلى حين يحيطنا السكون.
إنها جبال تقول لنا: حتى في أحلك الأوقات، هناك ضوء ما يزال يتلألأ بصمت، ينتظر من يراه بعين مختلفة.
