في بعض الأيام، يتحول الطريق الواضح أمامنا إلى غموض كامل حين يكسوه الضباب الكثيف. تبدو الخطوط البيضاء باهتة، وتذوب معالم الأشجار والمباني، حتى يغدو الطريق وكأنه يقود إلى المجهول.
هذه الطرق الضبابية تحمل سحراً خاصاً. فهي تدعونا إلى التمهل والانتباه، وتجعل كل خطوة أو حركة أكثر وعياً. وفي الوقت نفسه، تمنحنا إحساساً شاعرياً بأننا نعبر عالماً بين الحقيقة والحلم، حيث لا شيء واضح سوى اللحظة التي نعيشها.
في الأدب والفن، ارتبط الضباب دوماً بالغموض والانتظار. الطرق التي تختفي في الضباب كانت رمزاً لرحلات مجهولة، ولمصائر لم تتضح بعد. فهي تذكّر الإنسان أن المستقبل ليس كله واضحاً، وأن جزءاً من جمال الرحلة يكمن في المجهول.
رمزياً، هذه الطرق تعلمنا أن الغموض ليس دائماً خطراً، بل قد يكون دعوة للتأمل والتفكير. فما لا نراه اليوم قد يتضح غداً، وما يبدو مبهماً قد يقودنا إلى اكتشاف جديد.
الطرق التي تختفي في الضباب تقول لنا: امضِ ببطء، لا تتعجل، فحتى المجهول قد يخفي جمالاً لا يُكتشف إلا بالصبر.